0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_العثور على سكن في بروكسل ليس مهمة سهلة، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما يتعلق باللاجئين الذين غالبًا ما يصطدمون بحواجز اللغة والإجراءات الإدارية وصعوبة إقناع الملاك.
من هنا جاءت مبادرة مبتكرة أطلقتها منظمة Convivial “كونفيفيال” غير الربحية، لتكون همزة وصل بين اللاجئين الباحثين عن مأوى والمواطنين أو الملاك الراغبين في المساهمة بحسب ماجاء في تقرير “RTL”
إدريس، لاجئ سوداني، وصل إلى بلجيكا عام 2019 بعد رحلة شاقة بدأت عام 2017 من السودان مرورًا بليبيا ثم إيطاليا وفرنسا.
يقول: “عندما وصلت إلى بلجيكا لم أكن أجيد اللغة، وكان من الصعب جدًا العثور على سكن. قضيت عامين في مركز الاستقبال قبل أن أتلقى اتصالًا من جمعية كونفيفيال التي رتبت لي موعدًا لمعاينة شقة”. تلك اللحظة كانت نقطة التحول، فقد التقى بالمالك غريغوري مارلييه، الذي قرر أن يؤجر له شقته.
غريغوري يروي التجربة قائلاً: “أشعر أنني أساعد أشخاصًا يواجهون صعوبة أكبر من غيرهم في العثور على مأوى. العلاقات التي تنشأ من هذه المبادرات رائعة رغم الاختلافات الثقافية”. وبالنسبة لإدريس، كان الحصول على سكن آمن الخطوة الأولى نحو الاستقرار وبناء حياة جديدة.
لكن ما هو “كاشف السكن” الذي مكّن إدريس من هذه الفرصة؟ ، وفقًا لبينيديكت هندريك، رئيسة قسم التركيبات الأولية في “كونفيفيال”، الفكرة بسيطة: “أن تكون كاشف سكن يعني أن توافق على تحديد الشقق المعروضة للإيجار التي تراها في محيطك اليومي أو في محيط عائلتك، بمجرد تزويدنا بالمعلومة، نتولى نحن التواصل مع الملاك ومحاولة إقناعهم بتأجيرها للاجئين”…وفي عام 2024 وحده، ساعدت المنظمة 570 لاجئًا على العثور على مساكن في بروكسل ووالونيا.
الحصول على مسكن لم يمنح إدريس الاستقرار فقط، بل فتح له أبواب العمل أيضًا. بعد أشهر من لقائهما، عرض غريغوري على إدريس وظيفة في مطعمه الجديد.
بدأ الشاب السوداني بغسل الأطباق، ثم سرعان ما تعلم أساسيات المطبخ، من تقطيع الخضروات إلى إعداد الأطباق، ليكتشف المالك موهبته في الطهي. واليوم، أصبح إدريس طاهيًا محترفًا، ويمثل نموذجًا لنجاح الاندماج عندما تتوافر الفرص.
مع بداية أكتوبر المقبل، تطلق منظمة “كونفيفيال” حملة جديدة لتوسيع شبكة “كاشفي السكن”، داعية المواطنين إلى المساهمة في تسهيل إدماج اللاجئين عبر أبسط وسيلة: المساعدة في العثور على بيت. فالسكن، كما تؤكد المنظمة، ليس مجرد جدران تؤوي، بل الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل مستقر وفرص عمل وحياة كريمة.
وكالات
