بقلم: رياض وطار
شهد المسرح القومي مساء اليوم عرضًا جديدًا لمسرحية «الملك لير» تأليف وليم شكسبير، وبطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني، وإخراج شادي سرور. وقد حظي العرض بإقبال جماهيري واسع، أعاد إلى الذاكرة مجد المسرح الكلاسيكي في مصر.
منذ المشهد الافتتاحي، بدا واضحًا أن العمل يقدَّم برؤية فنية متكاملة لا تكتفي بالاعتماد على النص الشكسبيري الخالد، بل تسعى إلى إعادة قراءته في ضوء الواقع الإنساني المعاصر. فقدّم الفخراني شخصية “لير” بروح مختلفة، أقرب إلى الإنسان المنكسر منه إلى الملك المتسلّط. وبخبرته المسرحية الواسعة، أضفى على الدور مزيجًا من القوة والهشاشة في آنٍ واحد.
اعتمد المخرج شادي سرور على توليفة بصرية متقنة من الإضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقى، لتصوير التحولات النفسية للشخصية الرئيسية. فجاء مشهد العاصفة مثالًا على تمازج التقنية بالتعبير الفني، حيث تحولت المؤثرات إلى مرآة داخلية تعكس اضطراب البطل وانكساره.
الأداء الجماعي للفريق المشارك تميّز بالتناغم والالتزام، بينما جاءت اللغة العربية الفصحى في الترجمة المختارة سلسة ومفهومة دون أن تفقد فخامتها، وهو ما جعل النص الكلاسيكي قريبًا من الجمهور المصري.
العمل، من حيث الإخراج والأداء والتقنيات، يُعد من أبرز العروض التي قُدّمت على خشبة المسرح القومي مؤخرًا. وقد أثبت هذا العرض أن المسرح الجاد لا يزال قادرًا على جذب الجمهور وإحياء النصوص العالمية برؤية مصرية معاصرة.
وفي ختام الليلة، خرج الحضور بانطباع موحّد:
أن «الملك لير» هذا الموسم عرضٌ متكامل ورائع، يستحقّ العلامة الكاملة
