بلجيكا وكيف تتصدى للفيضانات والجفاف؟

Read Time:4 Minute, 9 Second

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ستواجه بلجيكا في المستقبل ارتفاعًا في درجات حرارة وظروفًا مناخية أقسى، وفقًا لتوقعات المناخ. وتعتبر الفيضانات من الكوارث المعتادة في المنطقة، وتواجه أيضًا مخاطر متزايدة فيما يتعلق بالجفاف. ونقدم تقريرنا الإخباري في برنامج Climate Now من منطقة في بلجيكا التي عانت بالفعل من بعض الآثار.

هذا الشهر، يزور برنامج Climate Now منطقة والونيا في بلجيكا، لنتعرف على مساعي خطة التكيف مع المناخ لتقليل المخاطر والآثار المرتبطة بتهديدات حدوث الفيضانات والجفاف في المستقبل. 

تأتي زيارتنا في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن كوكب الأرض بأكمله قد شهد أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق لشهر يونيو/حزيران، حيث سجل ارتفاعًا في درجة الحرارة بمقدار 0.7 درجة مئوية عن متوسط الفترة 1991-2020. 

واجهت تركيا موجة حارة، وشهدت اليونان أعلى معدل درجات حرارة مسجل لشهر يونيو/حزيران، وأصدرت قبرص تحذيرًا شديدًا من الحرارة. 

كانت درجات الحرارة أقل في غرب أوروبا لهذا الشهر، وشهدت العديد من البلدان درجات حرارة أقل من المتوسط لهذا الوقت من العام.  

وأدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في سويسرا، وجنوب ألمانيا، وأجزاء من فرنسا، وشمال إيطاليا. 

في الوقت نفسه، وعلى الجانب الآخر من الكوكب، شهد الجليد البحري في القطب الشمالي انخفاضًا بنسبة 12 في المائة عن المتوسط، ويعتبر هذا ثاني أدنى مستوى مسجل له في شهر يونيو/حزيران.

بلجيكا تواجه مشكلتي تغير المناخ المتفاقمتين

عندما اجتاحت الفيضانات بلجيكا في يوليو/تموز 2021، إثر هطول غزير للأمطار، كانت الفيضانات فتّاكة ومميتة. وكانت بيبينستر، القرية الواقعة عند ملتقى نهرين، إحدى المناطق التي غمرتها المياه.

“ظننا أننا سنموت”

غمرت المياه منزل عائلة براسور في بيبينستر، بالقرب من نهر فيسدر. واضطروا إلى أن يتخذوا من سطح المنزل ملجأ، خوفًا على حياتهم. 

يتذكر بول براسور، الذي لا يزال يعيش في بيبينستر قائلاً “بلغ ارتفاع المياه إلى خمسة أو ستة أمتار في النهاية، في الشارع وقد كان الأمر مستعصيًا على الفهم. لذا، شعرنا بالخوف الشديد. حتى أننا فكرنا في الموت”. 

“توجد العديد من تغيرات المناخ في الوقت الحالي. وتعتبر الفيضانات، في الواقع، دليلاً على ذلك.

منذئذ، تقرر هدم منزل عائلة براسور، إلى جانب منازل آخرين، مخلفة أثرًا في منظر المنطقة التي كانت عليها ذات يوم. 

الخطة الرئيسية لوادي فيسدر

توصي خطة التكيف مع المناخ التي تلت الفيضان في وادي فيسدر، بما في ذلك بيبينستر، بتقليل وجود المباني على ضفاف النهر للمساعدة في تقليل المخاطر والأضرار المستقبلية.

وتقترح هذه السياسة، التي كلفت بها منطقة والون وعمل عليها اتحاد يضم جامعة لييج، استبدال أشجار الصنوبر في التلال المحيطة بأشجار ورقية تمتص المزيد من المياه، بالإضافة إلى إحاطة الأراضي الزراعية بمساحات خضراء، وهو ما يحقق منفعتين في آن واحد.

وأوضح البروفيسور جاك تيلر، خبير التخطيط الحضري من جامعة لييج، الذي عمل على وضع الخطة الرئيسية: “إذا كان لديك المزيد من المساحات الخضراء حول الحقول، فسيعود ذلك بالنفع في أوقات الجفاف أيضًا لأنك، بشكل أساسي، تعدّل الأراضي، وتترك مساحة لتخزين المياه على طول هذه الحواف وسوف تتخلل هذه المياه الأرض تدريجيًا”.

“نحتاج إلى منح الطبيعة بعض المساحة”

بالتوغل قليلاً في وادي فيسدر، في يوبين، التي تضررت أيضًا من فيضانات عام 2021، يجري استخدام الحلول الطبيعية ليس للمساعدة في تخلل مياه الأمطار للأرض فحسب، وإنما أيضًا للتبريد.

تظهر التوقعات المناخية لبلجيكا حتى عام 2100 أن ددرجات الحرارة قد ترتفع بما يصل إلى 3.5 درجات مئوية، وما يزيد عن 50 يومًا من موجات الحر سنويًا.

تم تجديد شارع مالمدير شتراسه بزيادة المساحات الخضراء، كما تحول هذا هذا الميدان السابق المجاور لضفاف النهر إلى حديقة تمتلأ بالأشجار والشجيرات ومروج الزهور. ولكن ما الفارق الذي سيحققه هذا النوع من المساحات الخضراء في الواقع؟

يجيب البروفيسور جاك تيلر، من جامعة لييج عن هذا السؤال، قائلاً: “تقليل الأضرار في وقت الفيضانات”. “أما فيما يتعلق بأوقات الجفاف، فستحتفظ بالمياه حيثما كانت في الأساس. كما تساهم في خفض درجات الحرارة داخل المدن أي كل من درجتي حرارة السطح والهواء، وهو ما سيعود بالنفع على السكان.

تضيف عمدة مدينة يوبين، كلوديا نيسن: “لقد أكدت لي السنوات القليلة الماضية مدى ارتباط أمننا بشكل وثيق بتخطيط المساحات بشكل مستدام واستشرافي. وأن الحفاظ على الطبيعة هو استثمار مهم في الحفاظ على الأمن”.

وتابعت: “نحتاج، في كل من القطاع الخاص وكذلك باعتبارها جهات فاعلة عامة، إلى الاستعداد للأزمات المتفاقمة المرتبطة بالظواهر الجوية القاسية”. “لهذا السبب نحتاج إلى إعادة تصميم المدن في الوقت الحاضر ونحتاج إلى أن نعطي مساحة للطبيعة”.

“سيتعين علينا إنجاز الكثير من تدابير التكيف”

يعتبر الأمن القومي والقدرة على التكيّف من مجالات التركيز الرئيسية لمركز تقييم مخاطر تغير المناخ (CERAC)، ومقره بروكسل، الذي تم إنشاؤه إثر فيضانات 2021.

تم إنشاء المركز لتقديم تقييمات مستقلة للمخاطر، وتقييم مدى تعرض بلجيكا للمخاطر المناخية والبيئية، وقابليتها للتأثر بهذه المخاطر على المدى المتوسط ​​والطويل. ويرمي المركز إلى تزويد واضعي السياسات بالمعلومات والتوصيات ذات الصلة.

يصرح لوك باس، رئيس مركز تقييم مخاطر تغير المناخ: “عندما ننظر الآن في السيناريوهات، حتى في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، سيتعين علينا إنجاز الكثير من تدابير التكيف، مما يعني الاستعداد لتغير المناخ الذي سيقع على أي حال”. 

“ولهذا السبب، نحتاج إلى معرفة ما سيحدث، وأين سيحدث. ونحتاج إلى أن نكون أكثر يقينًا بشأن ماهية السياق المحلي، والسياق الجغرافي للكوارث الطبيعية التي ستصيبنا”.

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post
Next post  الهندسة الإجتماعية سلاح الحروب السيبرانية الناعم