نيودلهي – شبكة المدار الإعلامية الأوروبية
تصاعد التوتر مجددًا على الحدود المتنازع عليها بين الهند وباكستان في إقليم كشمير، بعد سلسلة من الاشتباكات المسلحة في أكتوبر 2025، أدت إلى مقتل أكثر من 15 جنديًا من الطرفين. ورغم الهدوء النسبي الذي ساد منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2021، فإن التحركات الأخيرة تُنذر بعودة دوامة العنف في واحدة من أكثر مناطق العالم تسلحًا نوويًا.
ما وراء هذا التصعيد، تكمن حسابات داخلية وخارجية معقدة. فالحكومة الهندية، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب تراجع الاقتصاد وارتفاع البطالة، قد تسعى إلى توحيد الجبهة الداخلية عبر خطاب قومي ضد “العدو الباكستاني”. في المقابل، تمر باكستان بأزمة سياسية واقتصادية خانقة، ما يجعل المؤسسة العسكرية تُعيد استخدام ورقة كشمير لتعزيز موقعها كـ”حامي الوطن”.
ويُخشى أن يؤدي أي سوء تقدير إلى مواجهة أوسع، خصوصًا في ظل غياب قنوات اتصال فعّالة بين الطرفين. ورغم دعوات الصين والولايات المتحدة إلى ضبط النفس، فإن المصالح المتضاربة في المنطقة — من نفوذ بكين في باكستان إلى شراكة واشنطن الاستراتيجية مع نيودلهي — تُعقّد جهود الوساطة.
الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في اندلاع حرب تقليدية، بل في أن تتحول كشمير مرة أخرى إلى بؤرة اشتعال قد تجرّ جنوب آسيا إلى كارثة لا يُحمد عقباها.
