جاكرتا – شبكة المدار الإعلامية الأوروبية
تتزايد المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تسعى القوتان العظميان إلى كسب ولاء دول مثل إندونيسيا والفلبين وفيتنام، في ظل تصاعد التوترات حول بحر الصين الجنوبي وسلاسل الإمداد العالمية.
فبينما تقدم بكين استثمارات ضخمة عبر مبادرة “الحزام والطريق”، وتُعمّق علاقاتها الدفاعية مع كمبوديا ولاوس، ترد واشنطن بتعزيز تحالفاتها الأمنية، مثل “Quad” و”أوكوس”، وزيادة الوجود البحري الأمريكي في الفلبين. وخلال الأشهر الماضية، وقّعت مانيلا صفقات دفاعية بقيمة مليارات الدولارات مع البنتاغون، بينما زار الرئيس الصيني جاكرتا برسالة اقتصادية “ودية” لكنها تحمل تهديدًا خفيًا.
ما وراء هذه المواجهة، تجد دول رابطة آسيان نفسها في مأزق: فهي ترفض الانحياز الصريح لأي طرف، وتخشى أن تتحول أراضيها إلى ساحة صراع. ومع ذلك، فإن الاعتماد الاقتصادي على الصين — التي تعد الشريك التجاري الأول لمعظم دول المنطقة — يقابله قلق أمني من توسعها البحري.
ويحذر خبراء من أن غياب استراتيجية جماعية لآسيان قد يؤدي إلى تجزئة المنطقة، وتحويلها إلى حلبة نفوذ، بينما تدفع الشعوب ثمن التوترات التي لا ناقة لها فيها ولا جمل.
