موقة بئر السبع التي انتصر فيها الفلسطينيون على الجيش البريطاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تعتبر مدينة بئر السبع واحدة من المدن الفلسطينية التاريخية التي لعبت دورًا بارزًا في الثورة الفلسطينية الكبرى التي كانت خلال الفترة ما بين 1936 و 1939.
فقد كانت هذه الثورة إحدى أهم الحركات الوطنية في تاريخ فلسطين، بعد أن اندلعت احتجاجًا على السياسات البريطانية، التي كانت الدولة تحت حمايتها بعد نهاية الحكم العثماني على المنطقة، وذلك كونها كانت داعمة للهجرة اليهودية والاستيطان هناك.
وقد شكلت هذه المدينة محورًا رئيسيًا للأحداث خلال الثورة الفلسطينية الكبرى، وخاصة خلال معركة بئر السبع عام 1938 التي تركت بصمة كبيرة على النضال الفلسطيني.
في هذا المقال، سنستعرض أهمية بئر السبع في الثورة الفلسطينية الكبرى، ونتائج المعركة التي دارت فيها، وأثرها على مستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية.
مدينة بئر السبع.. أهميتها التاريخية
تعد بئر سبع واحدة من أقدم بين المدن الفلسطينية، وقد أُطلق عليها لقب “عروس الصحراء” نظرًا لموقعها الجغرافي الحيوي عند تقاطع طرق القوافل التجارية في العصور القديمة.
خلال فترة الحكم العثماني، تطورت المدينة لتصبح مركزًا إداريًا وعسكريًا مهمًا في المنطقة. أما بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، لعبت بئر السبع دورًا رئيسيًا في الثورة الفلسطينية الكبرى.
حيث كانت هذه المدينة مسرحًا للعديد من المعارك والمواجهات بين الثوار الفلسطينيين والقوات البريطانية، الأمر الذي جعلها رمزًا من رموز النضال الفلسطيني، والتي رسخت في الذاكرة رغم مرور أكثر من 75 سنة على الأحداث.
الثورة الفلسطينية الكبرى: هكذا كانت البداية
اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936 احتجاجًا على السياسات الاستعمارية البريطانية، خلال فترة الحكم في المنطقة، والتي كانت تعمل على تسهيل هجرة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية ، بسبب الاضطهاد الذي كانوا يعانونه في أوروبا، خصوصا ألمانيا، خلال فترة حكم أدولف هتلر.
هذه الهجرة المتزايدة، كانت السبب الرئيسي في زيادة التوتر بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، والقوات البريطانية.
الشيء الذي جعل الثوار المنتمين إلى مجموعة من القادة الفلسطينيين البارزين، يقودون عدة معارك بهدف تحقيق الاستقلال ووقف الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية.
وقد تميزت هذه الفترة بالإضرابات والمظاهرات، إلى جانب عمليات المقاومة المسلحة التي استهدفت القوات البريطانية والمستوطنات اليهودية، وكان من أبرز هذه العمليات معركة بئر السبع عام 1938.
بئر السبع تحت رحمة السلطات البريطانية
في أكتوبر 1917، وقعت بئر السبع تحت السيطرة البريطانية بعد معركة حاسمة ضد القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بقيادة الجنرال إدموند ألنبي.
وبعد احتلالها وفرض السيطرة عليها، تحولت المدينة إلى قاعدة عسكرية استراتيجية للقوات البريطانية في جنوب فلسطين.
خلال فترة الانتداب البريطاني، شهدت المدينة تطورات في البنية التحتية، لكنها كانت أيضًا موقعًا للصدامات المستمرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال البريطاني، وهذا ما حصل في المعركة التي أطلق عليها إسم المدينة.
أحداث معركة بئر السبع عام 1938
كانت معركة بئر سبع سنة 1938 إحدى المعارك المحورية خلال الثورة الفلسطينية الكبرى، فقد كانت البداية عندما تتبع المجاهدين حركة الجيش البريطاني لفترة طويلة بسرية تامة، بمساعدة المدرسين الفلسطينيين في المنطقة، الذين خططوا إلى جانبهم لهذه المعركة.
وكل هذا كانت تحت قيادة قائد منطقة الخليل، عبد الحليم الجولاني، الذي كان يطلق عليه لقب بالشلِّف، بعد انتصاره في معركة الخليل التي كانت بتاريخ في 22 أغسطس/آب من نفس السنة.
وفي تاريخ 9 سبتمبر/أيلول 1938، جهز الجولاني 60 رجلا انضم لهم في ما بعد مجاهدون من غزة، ونقلتهم 4 شاحنات من مدينة الخليل باتجاه بئر السبع.
وهناك تم تقسيم المجاهدين إلى مجموعتين،الأولى تمركزت على طريق القدس، والثانية كانت تحرس المنطقة الجنوبية وتقطع الطريق إلى غزة.
كما أمر الجولاني بتطويق المدينة من جهاتها الأربع، لمنع وصول الدعم المحتمل الجيش البريطاني إلى المنطقة خلال المعركة.
وبعد ذلك دخلت مجموعة القيادة من المقاتلين إلى مخازن السلاح في الثكنة العسكرية البريطانية داخل المدينة، وفي غضون نصف ساعة، تمكنوا من الاستيلاء على 250 بندقية و50 مسدسًا، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة و200 قنبلة و100 بندقية قديمة، ما سمح لهم بتسليح المزيد من المقاتلين.
كما تمكن المقاتلون كذلك من اقتحام العديد من السجون في المدينة، ونجحوا في تحرير الأسرى العرب الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال معارك سابقة، وقد تم تسليحهم كذلك.
بعد ذلك، قام المقاتلون مع الأسرى بتحطيم الدوائر الحكومية وإشعال النيران فيها، في حين واجهوا القوات البريطانية المتمثلة في خمسة شرطيين وضباط وبعض أفراد الشرطة العرب.
إذ تمكن المقاتلون من قتل قائد الشرطة البريطانية وإصابة عدد من الجنود الإنجليز، قبل أن ينسحبوا في صباح اليوم التالي، معلنين أول وأكبر معركة يشهدها جنوب فلسطين.
عربي بوست
Average Rating